تصعيد مستمر: الاحتلال يوسع عملياته العسكرية في جنين واقتحامات جديدة بالضفة

تصعيد مستمر: الاحتلال يوسع عملياته العسكرية في جنين واقتحامات جديدة بالضفة

تصعيد مستمر: الاحتلال يوسع عملياته العسكرية في جنين واقتحامات جديدة بالضفة

تتصاعد الأحداث في الضفة الغربية المحتلة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف مدن ومخيمات فلسطينية بشكل متزايد. في مشهد يعكس تعقيد الصراع وتصاعد حدته، تعاني مناطق مثل جنين ونابلس وطولكرم من اقتحامات مستمرة، بينما تترافق هذه العمليات مع توسع في النشاطات الاستيطانية والقيود المفروضة على الفلسطينيين في القدس الشرقية.

صورة توضيحية

السياق العام للاقتحامات في جنين

لا تزال مدينة جنين ومخيمها يعيشان تحت وطأة العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ أكثر من شهرين. تشير التقارير إلى نية الاحتلال هدم أكثر من 60 منزلاً في المخيم، بالإضافة إلى خطط لهدم 95 منزلاً آخر بهدف شق طرق جديدة. تأتي هذه التطورات في سياق حملة عسكرية واسعة النطاق تُعرف باسم عملية السور الحديدي، وهي الأوسع منذ عملية الدرع الواقي عام 2002.

خلال هذه العمليات، تعرضت البنية التحتية في جنين لدمار كبير، حيث جُرفت معظم شوارع المخيم ونحو 80% من شوارع المدينة. هذه العمليات لا تقتصر فقط على جنين، بل تمتد إلى مدن أخرى مثل طولكرم وطوباس، حيث يسعى الجيش الإسرائيلي إلى فرض سيطرته من خلال تعزيز وجوده العسكري.

الأبعاد الميدانية في نابلس وطوباس

في مدينة نابلس، شهدت العمليات العسكرية تصعيدًا خطيرًا مع إصابة جندي إسرائيلي في تبادل لإطلاق النار مع مسلح فلسطيني. كما اقتحمت قوات الاحتلال المدينة من حاجز عورتا، مما أدى إلى حالة من التوتر والغضب بين السكان المحليين. على صعيد آخر، استهدفت الاقتحامات أيضًا مدينة طوباس، حيث استمرت العمليات لفترة قبل أن تُعلن نهايتها هناك، بينما بقيت نابلس وجنين في دائرة التصعيد.

في الوقت ذاته، يعاني الفلسطينيون من تبعات هذه العمليات العسكرية، التي تسببت في نزوح مئات العائلات من مخيم جنين، مع وقوع عشرات الشهداء ومئات الجرحى خلال الأيام الأولى من العملية. هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان في ظل التصعيد المستمر.

النشاط الاستيطاني وتوسيع المستوطنات

بالتزامن مع العمليات العسكرية، يواصل المستوطنون توسيع نشاطهم الاستيطاني في الضفة الغربية. تم تدشين بؤرة استيطانية جديدة على الطريق الرابط بين بلدتي عقربا ومجدل بني فاضل جنوب نابلس. هذه الخطوات تأتي في إطار سياسة التوسع التي تنتهجها إسرائيل، مما يزيد من تعقيد الوضع ويضيف أبعادًا جديدة للصراع.

على الجانب الفلسطيني، تُقابل هذه التحركات بإدانات واسعة من قبل القوى الوطنية والدولية، حيث يُنظر إلى النشاط الاستيطاني باعتباره انتهاكًا للقوانين الدولية وتهديدًا لفرص تحقيق السلام.

القدس تحت القيود والإجراءات العسكرية

تُعد القدس الشرقية جزءًا أساسيًا من التصعيد، حيث فرضت قوات الاحتلال قيودًا مشددة على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى. ورغم هذه الإجراءات، تمكن نحو 80 ألف مصلٍ من أداء صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد، في مشهد يعكس التمسك بالحقوق الدينية رغم التحديات.

تترافق هذه القيود مع تعزيزات أمنية مكثفة في البلدة القديمة ومحيطها، مما يزيد من حالة الاحتقان والتوتر بين السكان الفلسطينيين. هذه الخطوات تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى فرض السيطرة الإسرائيلية على المدينة المقدسة.

الأبعاد الإنسانية للتصعيد في غزة والضفة

يتزامن التصعيد في الضفة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي تسبب في استشهاد أكثر من 162 ألف شخص وإصابة عشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء. بالإضافة إلى ذلك، هناك ما يزيد على 14 ألف مفقود، مما يفاقم من معاناة الشعب الفلسطيني.

في الضفة الغربية، تجاوز عدد الشهداء 937 شخصًا، مع إصابة نحو 7 آلاف واعتقال أكثر من 15 ألف فلسطيني. هذه الأرقام تعكس حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل.

خلاصة

تشهد الضفة الغربية تصعيدًا خطيرًا على كافة المستويات، حيث تتعرض مدن مثل جنين ونابلس وطولكرم لعمليات عسكرية موسعة، في حين يتواصل النشاط الاستيطاني والتضييق على الفلسطينيين في القدس الشرقية. هذا التصعيد لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يمتد ليشمل أبعادًا سياسية وإنسانية تزيد من تعقيد المشهد. تبقى الحاجة ملحة لتحرك دولي جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات وحماية الشعب الفلسطيني من تبعات التصعيد المستمر.

مراجع إضافية

تعليقات